04 سبتمبر 2014

أبو العز الحريري .. وداعاً

د. محمد محفوظ .. يكتب : أبو العز الحريري .. وداعاً

تاريخ النشر : 4 سبتمبر 2014

وداعاً أبو العز الحريرى ؛ مناضل شديد المراس من جيل اليسار العنيد المشاكس .
ومكافح من طبقة الكادحين المعفرين بتراب هذا البلد وأوجاعه المزمنة .
لم يكن أبو العز يمتلك من ( العز ) إلا عزة النفس وكبرياء الثوار .
ولم يكن يعرف من ( الحرير ) إلا متانة الخيوط التى يتشبث بها كى لا تحرفه ضوارى السلطة عن صراطه المستقيم المعارض .
ولقد كنت أتحسر دائماً وأنا أرى مصر عبر أتون ثورتين ؛ تسقط فيها النظم ولكن تبقى فيها رغم كل ذلك السياسات . وكان هذا يدفعنى دائماً للتساؤل :
هل يمكن لمفاتيح الأمس أن تفتح أبواب الحاضر والمستقبل ؟!!!!
وكيف .. كيف لا تستحق مصر كبلد أو الإسكندرية كمحافظة أن يكون مناضل مثل أبو العز الحريرى أحد مفاتيح الحاضر والمستقبل ؛ فيكون وزيراً بحكومة مصر أو محافظاً للإسكندرية ؛ بدلاً من سلسلة مهترئة متعاقبة من الأسماء المجهولة ـ تاريخاً وإنجازاً ـ توالت على البلد والمحافظة ؛ وكان عنوانها هو : الفشل ؛ والإهمال ؛ وانعدام الخيال .
ولكن ؛ الآن فقط ؛ عندما رجع أبو العز الحريرى إلى ربه ؛ قبل أن تغوص قدماه فى مستنقعات السلطة وأفخاخها . الآن فقط ؛ أيقنت بأنه ربما يكون ذلك فضل من الله ونعمة ؛ فالسلطة فتنة مريرة ومسئولية جسيمة وتركة ثقيلة ؛ وربما شاء الله سبحانه وتعالى أن يحاسب أبو العز الحريرى على أحلامه العريضة النبيلة التى كان يريد أن يحققها بنضاله ؛ وهى أحلام فى تقديرى .. بمرتبة الأعمال ..........
رحمه الله ؛ وألهم زوجته المصونة وأنجاله الكرام الصبر والسلوان .
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق