د. محمد محفوظ .. يكتب : المرضى المنفسنين بكراهية ٢٥ يناير
#انا_شاركت_في_ثورة_يناير
هاشتاج
خلق الله فينا غريزة الكراهية .. لنكره الباطل .
وخلق الله فينا غريزة التعصب .. لنتعصب للحق .
ولكن البعض يستخدم غريزة الكراهية ، لكراهية الحق .
والبعض يستخدم غريزة التعصب ، للتعصب للباطل .
البعض يكره أن يكون نظيفا ، مثل الأطفال عندما يكرهون الاستحمام خوفا أو كسلا أو مناكفة .
والبعض يكره أن تستخدم حقك في الدفاع عن نفسك أو مالك ، عندما يشرع شبحـطجي أو بلطجي - حاكما كان أم محكوما - في قتلك أو سرقتك.
البعض يزهد في زوجته بنت الأصول الجميلة ، ويجري خلف الخادمة ، لأنه لم ينس عبث خادمة سابقة به أثناء الطفولة .
البعض يرى العدالة حماقة ، والكرامة صفاقة ، والحرية استفزاز .
البعض لا تزكم أنفه نتانة الفسيخ ، بينما تصيبه الحساسية من عبير الزهور .
البعض يحن قفاه ويتشوق خداه وتهفو مقعدتاه إلى لزقة قفا أو لطشة قلم أو ركلة شلوط .
البعض يألف البلاليع كالصراصير والمزابل كالخنازير والمواخير كالقوادين .
لا أنسى أبدا القول الماثور الذي يقرر ما نصه :
الأحرار يؤمنون بالحق .. والعبيد يؤمنون بالقوة
فلا تعحب من دفاع العبيد عن الجلاد دائما
ودفاع الأحرار عن الضحية .
انتهى القول المأثور .. ولكن لم ينته من حياتنا أو يزول من بلادنا ؛ أولئك الذين يتيهون ولعا وغراما بالجلاد ولو على جثة الضحية . لأنهم عبيد مناكيد تشكمهم القوة ويكرهون الأحرار الصناديد الذين يتوقون للعدل والكرامة الإنسانية .
لم يكن مبارك .. عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز .
ولم يكن رجاله من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين .
ولم يكن نظامه يقيم العدل ويتحرى الحق ويمارس الديمقراطية .
ولم تسلم أي انتخابات في عهده من التزوير أو التدخل أو محاصرة اللجان أو عقد الصفقات أو استخدام البلطجية .
ولم تكن يده نظيفة ، ولا سياساته رشيدة ، ولا أسرته بعيدة عن التدخل والتورط في شئون الحكم وإدارة الدولة .
ولكن البعض يحتفي بالفشل وينبطح للفساد ويركع للاستبداد .
البعض لا يرى غضاضة في أن يخنق رقبته الطوق وتقيد يديه الكلابشات وتكبل قدميه الأغلال .
الحالة إذن مورستانية ، سيكوباتية ، هوسية ، تغلب عليها الشخصية الماسوشية التي تستسلم أو ربما تتلذذ بإهانات وضربات وعذابات الشخصيات السادية .
الحالة تستدعي تدريس متلازمة جديدة في مناهج علم النفس بكليات الطب المصرية تحت عنوان : متلازمة كراهية ثورة ٢٥ يناير .
والأمر يستدعي أن يتم جلب هؤلاء المرضى المنفسنين بكراهية ٢٥ يناير للاستلقاء على الشازلونج ، وحثهم على اجترار ذكرياتهم الجميلة الأثيرة مع نظام مبارك !!
لذلك ننتظر منهم وهم على الشازلونج أن يقولوا لنا :
كم تبدد من مرتباتهم أو مدخراتهم في بلاعة الدروس الخصوصية .
وكم أهدروا من ميراثهم أو شقى عمرهم على تملك شقة سكنية في منطقة راقية أو حتى عشوائية .
وإلى أي مدى تم حلب وعصر جيوبهم في المستشفيات والعيادات الخاصة أو الحكومية .
وكم تم ابتزازهم واستنزاف صبرهم وأعمارهم في دهاليز المحاكم وغيابات الأقسام ومتاهات المصالح والإدارات والمكاتب الحكومية .
وكم .. وكم .. وكم ...
ولا أشك في أن إجابات معظم المرضى المنفسنين بكراهية ٢٥ يناير ، ستكون مهما تفذلكوا أو تفلسفوا معروفة ومعلومة .. فويلات نظام مبارك طالت الغلابة منهم مثلما طالت الجميع ماعدا المقربين والمطبلاتية والرقاصين والشمشرجية . ولكن رغم كل ذلك يبدو أن البعض لم يعد يستطعم اللقمة إلا وهي مغموسة بالجلخ والوساخة والمهانة والمذلة والدونية .
وليتهم يكتفوا بذلك ، بل ويريدون منا أن نتبنى مبدأهم النجس في الحياة النابع من قولهم غير المأثور الذي يقرر :
إذا تعرضت لمحاولة اغتصاب
ووجدت بأنك ستُـغتصب لا محالة
فاستسلم .. واستمتع بالنــ ... ك .
يريدون منا إذن أن نستمتع مثلهم بالنــ ... ك ، ونتناسى الاغتصاب ، فأجسادنا وأعراضنا في شرعهم مملوكة لكل صاحب سلطة أو نفوذ أو مكانة أو جناب أو أي هباب .
وبالطبع ، ومع حلول الذكرى الخامسة لثورة ٢٥ يناير ، ستجدهم مع أسيادهم يتسامرون ، ويتفاخرون بأن ٢٥ " خساير " قد لفظت أنفاسها ، وسلمت نمرها ، وتم تجريس أو حبس نشطاءها ، وتصفية أهدافها .
وستجدهم مع أسيادهم يتغامزون ويتناجون ، بأنه أخيرا - وبعد ٥ سنوات - قد دان الأمر لهم ، وعادت دفة كافة السلطات لتكون بين أيديهم ؛ ورهن إشارتهم وطوع أحلامهم .
هههههه .. ولكن هيهات .. فالمرضى بكراهية الحق والعدل والكرامة والحرية .. لا يعلمون ولا يدركون ولا يوقنون .. بأن الله .. يرى .
ولا يعلمون بأن الثورات وإن خبت نيرانها ، فمستصغر الشرر كامن في رمادها .
وأن الباطل مهما كبس على أنفاس الحق ، فإن قانون الله يظل نافذا ليذهب الزبد جُفاء ويمكث ما ينفع الناس في الأرض .
ولهذا مهما أعمتهم التفاصيل والجزئيات والانتصارات الرخيصة والمؤامرات الدنيئة ، فستبقى السماء حاضرة ناظرة باصرة قاهرة .
ستبقى السماء التي ستتدخل ، عندما يظن المرضى بكراهية ٢٥ يناير ، بأنهم قد بددوا وأخمدوا .. كل أمل .. وكل رجاء .
فهذا هو قانون السماء الأزلي الأبدي السرمدي .. " التدخل " عندما يتبدد كل أمل .. وكل رجاااااااااااااااااء .
*****
dr.mmahfouz64@gmail.com
#انا_شاركت_في_ثورة_يناير
هاشتاج
خلق الله فينا غريزة الكراهية .. لنكره الباطل .
وخلق الله فينا غريزة التعصب .. لنتعصب للحق .
ولكن البعض يستخدم غريزة الكراهية ، لكراهية الحق .
والبعض يستخدم غريزة التعصب ، للتعصب للباطل .
البعض يكره أن يكون نظيفا ، مثل الأطفال عندما يكرهون الاستحمام خوفا أو كسلا أو مناكفة .
والبعض يكره أن تستخدم حقك في الدفاع عن نفسك أو مالك ، عندما يشرع شبحـطجي أو بلطجي - حاكما كان أم محكوما - في قتلك أو سرقتك.
البعض يزهد في زوجته بنت الأصول الجميلة ، ويجري خلف الخادمة ، لأنه لم ينس عبث خادمة سابقة به أثناء الطفولة .
البعض يرى العدالة حماقة ، والكرامة صفاقة ، والحرية استفزاز .
البعض لا تزكم أنفه نتانة الفسيخ ، بينما تصيبه الحساسية من عبير الزهور .
البعض يحن قفاه ويتشوق خداه وتهفو مقعدتاه إلى لزقة قفا أو لطشة قلم أو ركلة شلوط .
البعض يألف البلاليع كالصراصير والمزابل كالخنازير والمواخير كالقوادين .
لا أنسى أبدا القول الماثور الذي يقرر ما نصه :
الأحرار يؤمنون بالحق .. والعبيد يؤمنون بالقوة
فلا تعحب من دفاع العبيد عن الجلاد دائما
ودفاع الأحرار عن الضحية .
انتهى القول المأثور .. ولكن لم ينته من حياتنا أو يزول من بلادنا ؛ أولئك الذين يتيهون ولعا وغراما بالجلاد ولو على جثة الضحية . لأنهم عبيد مناكيد تشكمهم القوة ويكرهون الأحرار الصناديد الذين يتوقون للعدل والكرامة الإنسانية .
لم يكن مبارك .. عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز .
ولم يكن رجاله من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين .
ولم يكن نظامه يقيم العدل ويتحرى الحق ويمارس الديمقراطية .
ولم تسلم أي انتخابات في عهده من التزوير أو التدخل أو محاصرة اللجان أو عقد الصفقات أو استخدام البلطجية .
ولم تكن يده نظيفة ، ولا سياساته رشيدة ، ولا أسرته بعيدة عن التدخل والتورط في شئون الحكم وإدارة الدولة .
ولكن البعض يحتفي بالفشل وينبطح للفساد ويركع للاستبداد .
البعض لا يرى غضاضة في أن يخنق رقبته الطوق وتقيد يديه الكلابشات وتكبل قدميه الأغلال .
الحالة إذن مورستانية ، سيكوباتية ، هوسية ، تغلب عليها الشخصية الماسوشية التي تستسلم أو ربما تتلذذ بإهانات وضربات وعذابات الشخصيات السادية .
الحالة تستدعي تدريس متلازمة جديدة في مناهج علم النفس بكليات الطب المصرية تحت عنوان : متلازمة كراهية ثورة ٢٥ يناير .
والأمر يستدعي أن يتم جلب هؤلاء المرضى المنفسنين بكراهية ٢٥ يناير للاستلقاء على الشازلونج ، وحثهم على اجترار ذكرياتهم الجميلة الأثيرة مع نظام مبارك !!
لذلك ننتظر منهم وهم على الشازلونج أن يقولوا لنا :
كم تبدد من مرتباتهم أو مدخراتهم في بلاعة الدروس الخصوصية .
وكم أهدروا من ميراثهم أو شقى عمرهم على تملك شقة سكنية في منطقة راقية أو حتى عشوائية .
وإلى أي مدى تم حلب وعصر جيوبهم في المستشفيات والعيادات الخاصة أو الحكومية .
وكم تم ابتزازهم واستنزاف صبرهم وأعمارهم في دهاليز المحاكم وغيابات الأقسام ومتاهات المصالح والإدارات والمكاتب الحكومية .
وكم .. وكم .. وكم ...
ولا أشك في أن إجابات معظم المرضى المنفسنين بكراهية ٢٥ يناير ، ستكون مهما تفذلكوا أو تفلسفوا معروفة ومعلومة .. فويلات نظام مبارك طالت الغلابة منهم مثلما طالت الجميع ماعدا المقربين والمطبلاتية والرقاصين والشمشرجية . ولكن رغم كل ذلك يبدو أن البعض لم يعد يستطعم اللقمة إلا وهي مغموسة بالجلخ والوساخة والمهانة والمذلة والدونية .
وليتهم يكتفوا بذلك ، بل ويريدون منا أن نتبنى مبدأهم النجس في الحياة النابع من قولهم غير المأثور الذي يقرر :
إذا تعرضت لمحاولة اغتصاب
ووجدت بأنك ستُـغتصب لا محالة
فاستسلم .. واستمتع بالنــ ... ك .
يريدون منا إذن أن نستمتع مثلهم بالنــ ... ك ، ونتناسى الاغتصاب ، فأجسادنا وأعراضنا في شرعهم مملوكة لكل صاحب سلطة أو نفوذ أو مكانة أو جناب أو أي هباب .
وبالطبع ، ومع حلول الذكرى الخامسة لثورة ٢٥ يناير ، ستجدهم مع أسيادهم يتسامرون ، ويتفاخرون بأن ٢٥ " خساير " قد لفظت أنفاسها ، وسلمت نمرها ، وتم تجريس أو حبس نشطاءها ، وتصفية أهدافها .
وستجدهم مع أسيادهم يتغامزون ويتناجون ، بأنه أخيرا - وبعد ٥ سنوات - قد دان الأمر لهم ، وعادت دفة كافة السلطات لتكون بين أيديهم ؛ ورهن إشارتهم وطوع أحلامهم .
هههههه .. ولكن هيهات .. فالمرضى بكراهية الحق والعدل والكرامة والحرية .. لا يعلمون ولا يدركون ولا يوقنون .. بأن الله .. يرى .
ولا يعلمون بأن الثورات وإن خبت نيرانها ، فمستصغر الشرر كامن في رمادها .
وأن الباطل مهما كبس على أنفاس الحق ، فإن قانون الله يظل نافذا ليذهب الزبد جُفاء ويمكث ما ينفع الناس في الأرض .
ولهذا مهما أعمتهم التفاصيل والجزئيات والانتصارات الرخيصة والمؤامرات الدنيئة ، فستبقى السماء حاضرة ناظرة باصرة قاهرة .
ستبقى السماء التي ستتدخل ، عندما يظن المرضى بكراهية ٢٥ يناير ، بأنهم قد بددوا وأخمدوا .. كل أمل .. وكل رجاء .
فهذا هو قانون السماء الأزلي الأبدي السرمدي .. " التدخل " عندما يتبدد كل أمل .. وكل رجاااااااااااااااااء .
*****
dr.mmahfouz64@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق