12 أكتوبر 2013

بعد مرور 37 عاماً هل ضاع نصر أكتوبر هباءً ؟؟؟؟

بعد مرور 37 عاماً
هل ضاع نصر أكتوبر هباءً ؟؟؟؟
---------------
نشر : أكتوبر 2010
بقلم دكتور / محمد محفوظ

« أن تطرح أسئلة كبيرة فأنت تخاطر بالحصول على نتائج مغلوطة.
ولكن عدم طرحها على الإطلاق, هو تقييد لإمكانية الفهم وكبح لها ».
( جورج شتاينر )

بعد مرور 37 عاماً على نصر أكتوبر, يحق لنا أن نتساءل : هل ضاع نصر أكتوبر هباء ؟
وذلك, لأن الحروب ليس الهدف منها فقط , الكيد للعدو, أو إذلاله, أو استعادة الأرض, أو الانتقام للقتلى والجرحى. فكل هذه أهداف مرحلية, ولكن الهدف الإستراتيجى من الحرب, هو تحقيق السلام. فإذا لم يتحقق السلام, فإن الانتصارات لا تلبث أن تذهب أدراج الرياح.
.. فهل تحقق السلام ؟؟
 لقد كان الرئيس السادات واعياً لذلك الهدف الإستراتيجى, ولذلك لم يشعر بالنشوة أمام هذا النصر الكبير , وإنما كان يرنو بعينيه إلى الهدف الأسمى .. وهو .. الســـــــلام.
فهل تحقق السلام, أم ضللنا الطريق إليه, وبالتالى ضاع نصر أكتوبر هباء ؟؟؟؟
ولعل هذا السؤال الكبير يعود بنا إلى قول ( جورج شتاينر ), الذى يتصدر المقال, فالأسئلة الكبيرة قد تجعلنا نخاطر بالحصول على إجابات خاطئة, ولكن عدم طرحها على الإطلاق هو الخطأ الأكبر . فالأمم تبنى نفسها من مكابدة الخطأ ومعاينة الصواب, ولا سبيل للتعلم إلا من خلال طرح الأسئلة الموجعة, وتركها لكى تنال حظها من الإجابات الخاطئة أو الصحيحة.
فما هى الأسئلة الموجعة التى تدور فى هذا السياق:
- هل أخطأت كل من: مصر والأردن, عندما وقعتا معاهدة السلام مع إسرائيل ؟
- أم هل أخطا العرب والفلسطينيون عندما رفضوا الانصياع لمصر , والمضى معها فى طريق السلام, مستغلين قوة الدفع التى قدمها نصر أكتوبر فى هذا المجال ؟
- هل أخلت إسرائيل بأى بند من بنود معاهدتها للسلام مع مصر أو الأردن ؟
- هل ينبغى أن نسأل أنفسنا: أنكره أم نحب إسرائيل ؟ ... أم ينبغى أن نسأل أنفسنا: هل من المصلحة كراهية إسرائيل, حتى لو لم نحبها ؟
- هل أدت ( فوبيا ) كراهية إسرائيل إلى تسميم وعى الأجيال الجديدة, وبالتالى تضاءلت كراهية الفساد والاستبداد والحكم الديكتاتورى, أمام كراهية ذلك العدو الذى تربطنا به معاهدة للسلام ؟
- هل مصر تتحمل مسئولية عدم تحرير فلسطين حتى الآن , أم تتحمله الدول التى دفعت الفلسطينيين إلى التخلف عن الحضور إلى مفاوضات السلام ؟
- هل أدت الرغبة فى الكيد إلى إسرائيل, إلى التمادى فى تدليل منظمات المقاومة المسلحة وإمدادها بالسلاح والتأييد, حتى استدارت بالسلاح إلى الداخل العربى, لتفرض مشروعها بقوة ذلك السلاح ( غرة حماس وجنوب لبنان حزب الله مثال لذلك ) ؟
- لماذا استطاعت إسرائيل تحقيق الحكم الديمقراطى, رغم وجودها فى حالة حرب دائمة, بينما عجزنا نحن عن تحقيق تلك الديمقراطية, رغم خروجنا نحن المصريين على الأقل من حالة الحرب ؟
- هل المسجد الأقصى يحتل أى موقع من شعائر الديانة الإسلامية, بعدما قال الله لرسوله الكريم فى كتابه الأكرم : ( فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) ؟
- هل سيسمح لنا العالم المسيحى, بأن نمارس الهيمنة على البلدة المقدسة ( البلدة الصغيرة التى تضم الآثار اليهودية والمسيحية والإسلامية المقدسة فى مدينة القدس ) ؟
- هل من المصلحة - التى تتفق مع حقن الدماء - أن نقبل بأن تكون البلدة المقدسة, تحت الإدارة الدولية, مثلما نص قرار التقسيم عام 47م , على أن يتمتع أتباع كل ديانة بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية, فكلنا نعبد الله ؟
- هل الصراع مع إسرائيل هو صراع عربى إسرائيلى, أم صراع إسلامى يهودى ؟
- هل تمادينا فى تدليل الفلسطينيين, حتى باتوا يعيروننا بأنهم يواجهون عدونا الأكبر بالنيابة عنا جميعاً, رغم أنهم فى الحقيقة لا يقاتلون إلا بعضهم البعض ( فتح فى مواجهة حماس ) ؟
- هل سيقبل العرب من سوريا, التى عجزت عن استعادة مجرد هضبة اسمها الجولان, ولم تستطع أن تنظم فيها أى مقاومة شعبية, أن تدعى بأنها زعيمة جبهة الصمود والتصدى والممانعة ؟
- متى سينتهى الصراع العربى - الإسرائيلى ؟
- ومتى سينتهى الصراع الفلسطينى - الفلسطينى ؟
- ومتى سيعم السلام المنطقة العربية ؟
- بل, ومتى سيعم الحكم الديمقراطى الدول العربية ؟
وأخيراً .... وبعد 37 عاماً ... من نصر أكتوبر ...
- لماذا لا نشعر بالنصر , لأن من يشعر بالنصر لا يقبل أبداً بالقهر والاستبداد ؟
- ولماذا لا نشعر بالسلام, لأن من يشعر به, لا يملأ قلبه بالكراهية والتعصب والغل الأسود ؟
- ولماذا أصبح من جلبوا لنا النصر, هم من جلبوا لنا الفقر والتخلف والفساد والاستبداد ؟ 
.. إنها أسئلة لم نعتد طرحها,
 ولكن يبدو بأنه قد آن الأوان,
لكى نبحث لها عن إجابات,
قد تكون خاطئة, وقد تكون صحيحة,
ولكن عدم طرحها على الإطلاق,
هو تقييد لإمكانية الفهم ؛ وكبح لها.
---------------------------------                 

                دكتور/ محمد محفوظ       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق