د. محمد محفوظ .. يكتب : إلى الرئيس : من سيحمي إسلام بحيري ؟!!
النقد امتداد للنبوة ... وبقدر ما يخفت صوت الناقد ، يرتفع صوت الدجال
بيرم التونسي
هل ستتصاعد الأحداث ويتم ترك إسلام بحيري ليلقى مصير الراحل فرج فودة ؟!
وفجأة ، تبث لنا الفضائيات والمواقع الإلكترونية خبر اغتياله على يد أحد الجهلة المغرر بهم والممسوحة عقولهم بفتاوى مشايخ الشيطان والنفايات التراثية .
أم سنتركه ليلقى مصير دكتور نصر حامد أبوزيد ، فيشتري حياته بالهروب إلى خارج وطنه الذي لم يوفر له الأمن ليجهر بكلمة حق في وجه الذين يحتكرون المنابر والميكروفونات في المساجد ، ويستعمرون الشاشات في الإعلام ، ويجمدون المناهج في ثلاجات الأزهر .
أم سنتركه لتتكرر معه المحنة التي سبق أن مر بها دكتور سيد القمني ، فتنهال عليه التهديدات بالقتل والاغتيال له ولأفراد أسرته حتى يبلغ منه الخوف مداه ، فيعلن اعتزاله العمل الفكري وتوبته عن حمل مشعل التنوير وهو مكره ولكن قلبه مطمئن بالإيمان .
وعندما تصدمنا المفاجأة كعادتنا المصرية المزمنة المجرمة .. فهل ......
هل سيستريح ضمير الكاتب والروائي يوسف زيدان ، عندما يكون محسوباً على رموز تيار العقل والتنوير ، وإذا به ينضم إلى الميكروفونات السعرانة التي اتخذت من الفقهاء والمحدثين والعلماء المزعومين والأئمة المعصومين أرباباً من دون الله . فيساهم بموقفه المخزي المذري المشين في طعن تيار التنوير في عقله من أجل حماية نفايات تراثية تفسد الدنيا وتسمم الدين .
وهل ستطمئن إيمان الحصري مذيعة قناة المحور إلى أنها أرضت كبرياءها ، عندما أغلقت التليفون في وجه إسلام بحيري ، لأنه تجرأ وقال أنه يمكنه مناظرة شيخ الأزهر نفسه ، فإذا بها ترد بأنها لا تقبل هذا التطاول ، وكأن شيخ الأزهر كائن مقدس ﻻ يمكن أن يخضع للمناظرة والمراجعة والنقد ، رغم أنه يتربع على قمة مؤسسة جاهرت بعدائها لحرية التعبير ودعوات التنوير من خلال طلبها المقدم لهيئة الاستثمار بضرورة وقف برنامج إسلام بحيري ، لأنه يقدح في ثوابت الدين ( الدين الموازي ) التي هى تحض على قتل كل الناس باعتبارهم إما كفرة أو زنادقة أو مرتدين أو شيعة أو بهائيين أو منكرين للتداوي ببول البعير وللرخصة برضاع الكبير .
وهل سيستمر سيد البدوي في قيادة أكبر وأعرق حزب ليبرالي في مصر ( حزب الوفد ) بينما شبكة قنوات الحياة التي يرأس مجلس إدارتها ويملك حصة في ملكيتها ، تفتح أستوديوهاتها لأمثال خالد الجندي ، ليمارس هوايته في تحريض الناس على إسلام بحيري ويسفه بلغة خبيثة مشروعه الفكري التنويري ، مثلما سبق وأن حرض الدولة في ديسمبر عام 2005 على الفتك باللاجئين السودانيين الذين اعتصموا سلمياً بميدان مصطفى محمود أمام مقر المفوضية الدولية للاجئين ، فكانت النتيجة وفاة ما يزيد على 25 منهم على يد قوات الأمن المركزي . فأى حياة تحترمها قناة الحياة عندما تفتح الساحة واسعة لمن يريدون وقف عجلة الحياة الفكرية والعقلية عند القرون الهجرية الثلاث الأولى .
وهل سيستمر خيري رمضان في برنامجه : ممكن ، على قناة سي بي سي ، في الاحتفاء بالشيخ أسامة الأزهري والشيخ الحبيب الجفري باعتبارهما من الوجوه الأزهرية المستنيرة ، رغم أن كل منطقهما يتمثل في اللف والدوران حول النصوص التراثية البشرية وعدم الاعتراف بإمكانية فساد بعضها ، بل إعادة تأويلها بغير ألفاظها لإسباغ معاني عليها تتناقض صراحة مع مقاصدها أو دلالاتها . ومنطقهما في ذلك يشبه منطق الماركسيين المعاصرين الذين يجادلون بأن النظرية الماركسية لم تكن خاطئة ولكن الخطأ كان في التطبيق !! وبالتالي فإن الخطأ ليس في فتاوى القتل والتكفير المنصوص عليها في كتب التراث ، وإنما الخطأ فقط في التطبيق .. مسخرة .
وهل سيكون إسلام بحيري هو الرأس الطائر ، لإرهاب وترويع وتفزيع كل عقل مستنير في مصر يتجرأ على استخدام أدوات المنهج العلمي والمنطق العقلي والفطرة الإلهية النقية لنقد كتب القرون الهجرية الأولى ، التي تمثل الأصول المرجعية لتيار الإسلام السياسي بأجنحته السياسية والعسكرية . وبالتالي تكون الرسالة الموجهة لكل المجتمع من ذئاب وثعالب وضباع وعقارب وخفافيش تيار الإسلام السياسي مفادها كالآتي : إذا كنتم أقصيتمونا عن مقاعد السلطة الزمنية ، فلن تقصونا عن منابر السلطة الروحية . فأزهركم هو شكلاً أحد مؤسسات دولتكم الطاغوتية ، ولكنه جوهراً ومضموناً هو أحد مؤسسات دولتنا دولة الخلافة الإسلامية ، وهو الحافظ لمناهجنا وطرائقنا ومصادر نفوذنا . فنصوص أئمة التراث التي يحافظ عليها الأزهر هى دستورنا ، ومذاهبهم التي لا يتجاوزها الأزهر هى شرعنا ، الأزهر قد يبدو معكم ، ولكنه في الحقيقة لنا !!
.... كل هذه الأسئلة السابقة وإن كان بعضها موجهاً إلى من تم توجيهها إليهم . إلا أن الأسباب التي دعت إلى طرحها كلها تظل معلقة في رقبة الدولة التي يجلس على قمة هرمها السلطوي ، الرئيس عبدالفتاح السيسي .
لذلك نقول للرئيس الذي لا تكاد تخلو مناسبة من دعوته إلى ثورة دينية تؤدي الى تجديد الخطاب الديني ، وهى دعوة لم تمتلك حتى الآن - للأسف - أى أقدام على أرض الواقع لتمشي بها .
نقول للرئيس .. وهو لها : من سيحمي إسلام بحيري ؟؟؟
*****
dr.mmahfouz64@gmail.com
النقد امتداد للنبوة ... وبقدر ما يخفت صوت الناقد ، يرتفع صوت الدجال
بيرم التونسي
هل ستتصاعد الأحداث ويتم ترك إسلام بحيري ليلقى مصير الراحل فرج فودة ؟!
وفجأة ، تبث لنا الفضائيات والمواقع الإلكترونية خبر اغتياله على يد أحد الجهلة المغرر بهم والممسوحة عقولهم بفتاوى مشايخ الشيطان والنفايات التراثية .
أم سنتركه ليلقى مصير دكتور نصر حامد أبوزيد ، فيشتري حياته بالهروب إلى خارج وطنه الذي لم يوفر له الأمن ليجهر بكلمة حق في وجه الذين يحتكرون المنابر والميكروفونات في المساجد ، ويستعمرون الشاشات في الإعلام ، ويجمدون المناهج في ثلاجات الأزهر .
أم سنتركه لتتكرر معه المحنة التي سبق أن مر بها دكتور سيد القمني ، فتنهال عليه التهديدات بالقتل والاغتيال له ولأفراد أسرته حتى يبلغ منه الخوف مداه ، فيعلن اعتزاله العمل الفكري وتوبته عن حمل مشعل التنوير وهو مكره ولكن قلبه مطمئن بالإيمان .
وعندما تصدمنا المفاجأة كعادتنا المصرية المزمنة المجرمة .. فهل ......
هل سيستريح ضمير الكاتب والروائي يوسف زيدان ، عندما يكون محسوباً على رموز تيار العقل والتنوير ، وإذا به ينضم إلى الميكروفونات السعرانة التي اتخذت من الفقهاء والمحدثين والعلماء المزعومين والأئمة المعصومين أرباباً من دون الله . فيساهم بموقفه المخزي المذري المشين في طعن تيار التنوير في عقله من أجل حماية نفايات تراثية تفسد الدنيا وتسمم الدين .
وهل ستطمئن إيمان الحصري مذيعة قناة المحور إلى أنها أرضت كبرياءها ، عندما أغلقت التليفون في وجه إسلام بحيري ، لأنه تجرأ وقال أنه يمكنه مناظرة شيخ الأزهر نفسه ، فإذا بها ترد بأنها لا تقبل هذا التطاول ، وكأن شيخ الأزهر كائن مقدس ﻻ يمكن أن يخضع للمناظرة والمراجعة والنقد ، رغم أنه يتربع على قمة مؤسسة جاهرت بعدائها لحرية التعبير ودعوات التنوير من خلال طلبها المقدم لهيئة الاستثمار بضرورة وقف برنامج إسلام بحيري ، لأنه يقدح في ثوابت الدين ( الدين الموازي ) التي هى تحض على قتل كل الناس باعتبارهم إما كفرة أو زنادقة أو مرتدين أو شيعة أو بهائيين أو منكرين للتداوي ببول البعير وللرخصة برضاع الكبير .
وهل سيستمر سيد البدوي في قيادة أكبر وأعرق حزب ليبرالي في مصر ( حزب الوفد ) بينما شبكة قنوات الحياة التي يرأس مجلس إدارتها ويملك حصة في ملكيتها ، تفتح أستوديوهاتها لأمثال خالد الجندي ، ليمارس هوايته في تحريض الناس على إسلام بحيري ويسفه بلغة خبيثة مشروعه الفكري التنويري ، مثلما سبق وأن حرض الدولة في ديسمبر عام 2005 على الفتك باللاجئين السودانيين الذين اعتصموا سلمياً بميدان مصطفى محمود أمام مقر المفوضية الدولية للاجئين ، فكانت النتيجة وفاة ما يزيد على 25 منهم على يد قوات الأمن المركزي . فأى حياة تحترمها قناة الحياة عندما تفتح الساحة واسعة لمن يريدون وقف عجلة الحياة الفكرية والعقلية عند القرون الهجرية الثلاث الأولى .
وهل سيستمر خيري رمضان في برنامجه : ممكن ، على قناة سي بي سي ، في الاحتفاء بالشيخ أسامة الأزهري والشيخ الحبيب الجفري باعتبارهما من الوجوه الأزهرية المستنيرة ، رغم أن كل منطقهما يتمثل في اللف والدوران حول النصوص التراثية البشرية وعدم الاعتراف بإمكانية فساد بعضها ، بل إعادة تأويلها بغير ألفاظها لإسباغ معاني عليها تتناقض صراحة مع مقاصدها أو دلالاتها . ومنطقهما في ذلك يشبه منطق الماركسيين المعاصرين الذين يجادلون بأن النظرية الماركسية لم تكن خاطئة ولكن الخطأ كان في التطبيق !! وبالتالي فإن الخطأ ليس في فتاوى القتل والتكفير المنصوص عليها في كتب التراث ، وإنما الخطأ فقط في التطبيق .. مسخرة .
وهل سيكون إسلام بحيري هو الرأس الطائر ، لإرهاب وترويع وتفزيع كل عقل مستنير في مصر يتجرأ على استخدام أدوات المنهج العلمي والمنطق العقلي والفطرة الإلهية النقية لنقد كتب القرون الهجرية الأولى ، التي تمثل الأصول المرجعية لتيار الإسلام السياسي بأجنحته السياسية والعسكرية . وبالتالي تكون الرسالة الموجهة لكل المجتمع من ذئاب وثعالب وضباع وعقارب وخفافيش تيار الإسلام السياسي مفادها كالآتي : إذا كنتم أقصيتمونا عن مقاعد السلطة الزمنية ، فلن تقصونا عن منابر السلطة الروحية . فأزهركم هو شكلاً أحد مؤسسات دولتكم الطاغوتية ، ولكنه جوهراً ومضموناً هو أحد مؤسسات دولتنا دولة الخلافة الإسلامية ، وهو الحافظ لمناهجنا وطرائقنا ومصادر نفوذنا . فنصوص أئمة التراث التي يحافظ عليها الأزهر هى دستورنا ، ومذاهبهم التي لا يتجاوزها الأزهر هى شرعنا ، الأزهر قد يبدو معكم ، ولكنه في الحقيقة لنا !!
.... كل هذه الأسئلة السابقة وإن كان بعضها موجهاً إلى من تم توجيهها إليهم . إلا أن الأسباب التي دعت إلى طرحها كلها تظل معلقة في رقبة الدولة التي يجلس على قمة هرمها السلطوي ، الرئيس عبدالفتاح السيسي .
لذلك نقول للرئيس الذي لا تكاد تخلو مناسبة من دعوته إلى ثورة دينية تؤدي الى تجديد الخطاب الديني ، وهى دعوة لم تمتلك حتى الآن - للأسف - أى أقدام على أرض الواقع لتمشي بها .
نقول للرئيس .. وهو لها : من سيحمي إسلام بحيري ؟؟؟
*****
dr.mmahfouz64@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق