تتضمن سورة المزمل إشارات رقمية في موضعين :
- الموضع الاول بالآيات أرقام ٢ و٣ و٤
- والموضع الثاني بالآية الأخيرة رقم ٢٠
وسنوضح في السطور التالية ، أن تلك الإشارات الرقمية تدور حول كل من:
- رقم ( ١٧ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة .
- ورقم ( ١٥ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة يوم الجمعة .
- ورقم ( ٦ ) الذي يساوي عدد أيام الأسبوع المتشابهة في عدد الصلوات من السبت للخميس .
- ورقم ( ٥ ) الذي يساوي عدد الصلوات في اليوم .
كما أن تلك الإشارات الرقمية توضح مسار ترتيب الصلوات وعدد ركعاتها .
وفيما يلي تفصيل ذلك كالتالي :
أولا - الإشارة إلى رقم ( ١٧ ) ورقم ( ١٥ ) في الآيات من ٢ - ٤ بسورة المزمل :
يقول تعالى : (( قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا )) . سورة المزمل / الآيات ٢ - ٤
وبالتحليل الرقمي لتلك الآيات يتبين الآتي :
نظرا لأن العدد القياسي لساعات الليل = ١٢ ساعة
فإن المقدار الزمني لعبارة ( قم الليل إلا قليلا ) = ١١ ساعة
والمقدار الزمني للفظ ( نصفه ) أي نصف الليل = ٦ ساعات
والمقدار الزمني لعبارة ( انقص منه قليلا ) أي انقص من نصف الليل = ٥ ساعات
والمقدار الزمني لعبارة ( زد عليه ) أي زد على نصف الليل = ٧ ساعات
.. إذن يوضح ما سبق ، أن ثمة معيار ثابت لقيام الليل ، ومعيار متغير .
حيث المعيار الثابت لقيام الليل هو : قم الليل الا قليلا ، بمقدار = ١١ ساعة
بينما المعيار المتغير لقيام الليل والناتج عن وجود لفظ ( أو ) ، فيتراوح بين تلك القيم الثلاث : نصفه ( ٦ ساعات ) ، أو انقص منه قليلا ( ٥ ساعات ) ، أو زد عليه ( ٧ ساعات ) .
وبالتالي يمكن من خلال حساب المتوسط الحسابي لهذه المقادير الثلاثة تحديد قيمة هذا المعيار المتغير .
ونظرا لأن المتوسط الحسابي يساوي حاصل جمع المقادير الثلاثة مقسوما على عددها .
فإن المتوسط الحسابي للمعيار المتغير لقيام الليل = ( ٦ + ٥ + ٧ ) ÷ ٣ = ١٨ ÷ ٣ = ٦
وبجمع المعيار الثابت لقيام الليل ( ١١ ساعة ) ، والمتوسط الحسابي للمعيار المتغير لقيام الليل ( ٦ ساعات ) ، فإن النتيجة تكون كالتالي : ١١ + ٦ = ١٧ ساعة .
وهكذا ، تتضمن الآيات إشارة إلى رقم ( ١٧ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة في اليوم .
.. بالإضافة إلى ذلك ، فإن مجموع عدد كلمات الآيات الثلاث سالفة الذكر = ١٥ كلمة .
حيث أن :
عدد كلمات الآية رقم ٢ = ٤
وعدد كلمات الآية رقم ٣ = ٥
وعدد كلمات الآية رقم ٤ = ٦
وبجمع ٤ + ٥ + ٦ ينتج رقم ١٥
وهكذا يظهر رقم ( ١٥ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة يوم الجمعة .
ثانيا - تكرار الإشارة إلى رقم ( ١٧ ) ورقم ( ١٥ ) في الآية رقم ٢٠ من سورة المزمل :
يقول تعالى : (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه .. )) . سورة المزمل - الآية ٢٠
ونظرا لأن العدد القياسي لساعات الليل = ١٢ ساعة
والمقدار الزمني لعبارة ( أدنى من ثلثي الليل ) = أدنى من ٨ ساعات = ٧ ساعات
والمقدار الزمني لعبارة ( نصفه ) أي نصف الليل = ٦ ساعات
والمقدار الزمني لعبارة ( ثلثه ) أي ثلث الليل = ٤ ساعات
وبجمع المقادير الثلاثة :
٧ + ٦ + ٤ = ١٧ ساعة
وهكذا تتكرر بالآية رقم ٢٠ الإشارة إلى رقم ( ١٧ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة في اليوم .
أيضا يتكرر ظهور رقم ( ١٥ ) ، في الشطر الأول من الاية رقم ٢٠ والذي تتحدد نهايته بعلامة جواز الوقف ، حيث يقول تعالى : (( إِنَّ رَبَّكَ یَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَیِ ٱلَّیۡلِ وَنِصۡفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَاۤئفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَۚ .. )) .
فعدد كلمات هذه الجملة = ١٥ كلمة
وهكذا وللمرة الثانية ، يظهر رقم ( ١٥ ) الذي يساوي عدد ركعات الصلاة يوم الجمعة .
ثالثا - الإشارة إلى عدد الصلوات باليوم :
تتضمن سورة المزمل ، المزيد من الإشارات التي تتعلق بالصلاة .
فكما أوضحنا بالبند أولا والبند ثانيا ، فإن التحليل الرقمي للآيات من ٢ إلى ٤ ، نتج عنه رقمان : الرقم ( ١١ ) - الرقم ( ٦ ) .
بينما التحليل الرقمي للآية رقم ٢٠ ، نتج عنه ثلاثة أرقام : الرقم ( ٧ ) - الرقم ( ٦ ) - الرقم ( ٤ ) .
وهو ما يوضح أننا أمام ( ٥ ) أرقام ، هي بالترتيب : ١١ ، ٦ ، ٧ ، ٦ ، ٤ .
وكما هو واضح فإن رقم ( ٥ ) الذي هو عدد هذه الأرقام ، يساوي عدد الصلوات باليوم الواحد .
بينما مجموع الأرقام الـ ٥ هو كالتالي :
١١ + ٦ + ٧ +٦ + ٤ = ٣٤
حيث رقم ( ٣٤ ) يساوي عدد السجدات بالصلوات الـ ٥ بركعاتها الـ ( ١٧ ) .
رابعا - الإشارة إلى عدد أيام الصلوات المتساوية في عدد الركعات :
تشير سورة المزمل بترتيبها الرقمي في المصحف الشريف ، وترتيب نزولها ، وعدد آياتها ، وعدد حروف لفظ المزمل ، تشير إلى علاقة برقم ١٧ وذلك كالتالي :
ترتيب سورة المزمل بالمصحف = ٧٣ ترتيب النزول لسورة المزمل = ٣
عدد آيات سورة المزمل = ٢٠
عدد حروف كلمة المزمل = ٦
وبجمع هذه الأعداد ينتج الآتي :
٧٣ + ٣ + ٢٠ + ٦ = ١٠٢
ونظرا لأن : ١٠٢ = ١٧ × ٦
فإن رقم ( ١٧ ) يظهر للمرة الثالثة كإشارة لعدد ركعات الصلاة .
ولكن اللافت أيضا هو ظهور رقم ( ٦ ) مرتبطا برقم ١٧ ، ويشير رقم ٦ إلى عدد الأيام التي تتشابه في عدد ركعاتها الـ ١٧ وهي من السبت الى الخميس .
بينما اليوم السابع وهو يوم الجمعة لا ينضم إليها لأن عدد ركعاته ١٥ فقط .
خامسا - مسار ترتيب الصلوات وعدد ركعاتها :
لا تقتصر دلالات الإشارات الرقمية المتضمنة بسورة المزمل ، على عدد الصلوات وركعاتها وأيامها . وإنما تمتد تلك الدلالات لتقدم مسارا لترتيب تلك الصلوات وعدد ركعاتها على مدار اليوم ، بدون أي شذوذ في ذلك الترتيب .
فبينما نتج عن التحليل الرقمي للآيات من ٢ إلى ٤ الصيغة الرقمية الآتية : ١١ + ٦
فإن التحليل الرقمي للآية رقم ٢٠ نتج عنه الصيغة الرقمية الآتية : ٧ + ٦ + ٤
ويمكن أن تنتظم الصيغة الرقمية ( ١١ ) + ( ٦ ) وفقا للترتيب التالي :
( ظهر ٤ + عصر ٤ + مغرب ٣ ) + ( عشاء ٤ + فجر ٢ ) = ١١ + ٦
.. كما يمكن أن تنتظم وفقا لترتيب آخر :
( عصر ٤ + مغرب ٣ + عشاء ٤ ) + ( فجر ٢ + ظهر ٤ ) = ١١ + ٦
وبالمثل ، يمكن إن تنتظم الصيغة الرقمية ( ٧ ) + ( ٦ ) + ( ٤ ) وفقا للترتيب التالي :
( عصر ٤ + مغرب ٣ ) + ( عشاء ٤ + فجر ٢ ) + ( ظهر ٤ ) = ٧ + ٦ + ٤
.. كما يمكن أن تنتظم وفقا لترتيب آخر :
( مغرب ٣ + عشاء ٤ ) + ( فجر ٢ + ظهر ٤ ) + ( عصر ٤ ) = ٧ + ٦ + ٤
وكما هو واضح ، فثمة نظام وتتابع لا يداخله أي شذوذ ، يشير لترتيب الصلوات على مدار اليوم وعدد ركعاتها .
.......
إذن كما أسلفنا ، ثمة دلالات واضحة ، وبصورة ظاهرة ولافتة لا يمكن تجاهلها ، تؤكد بأن الإشارات الرقمية المتضمنة بسورة المزمل تتعلق برقم ١٧ ورقم ١٥ ورقم ٥ ورقم ٦ .
حيث رقم ١٧ يساوي عدد ركعات الصلاة ، ورقم ١٥ يساوي حصرا عدد ركعات الصلاة يوم الجمعة ، ورقم ٥ يساوي عدد الصلوات باليوم ، ورقم ٦ يساوي عدد أيام الأسبوع الـ ٦ التي تتشابه في عدد ركعاتها الـ ١٧ .
هذا ، بالإضافة إلى ماتضمنته الصيغ الرقمية الناتجة عن التحليل الرقمي لآيات سورة المزمل من نظام لترتيب تلك الصلوات وعدد ركعاتها.
......
تعقيب ختامي :
(( أجعلتم القرآن الكريم كتاب للأحاجي والألغاز الرقمية )) ؟!!!
لعل ذلك السؤال الاستنكاري يحمل أسباب وجاهته وصداه ، لأن البعض يرى أن دلالات القرآن واضحة ، وليست في حاجة لإشارات رقمية أو عددية تضيف إلى مقاصده ومعانيه .
.. وبالطبع ، حاشا لله تعالى أن يكون القرآن الكريم محلا للألغاز والأحاجي .
ولكن .. يعتمد ثراء أي نص - فما بالنا بكلام الله تعالى - على أعماقه الكامنة ، وتجلياته المتجددة التي تتكشف بتطور المعارف ، وتباين العقول ، وتعدد زوايا الرؤية والتأمل والنظر .
لذلك ، ينبغي التعامل مع التحليل الرقمي لآيات القرآن الكريم ، باعتباره أحد أدوات سبر أعماق وأغوار النص الكامنة ، وهي أغوار وأعماق لا نهائية باعتبار القرآن كلام الله عز وجل .
لذا ، يتوجب على كل من تتكشف له إضاءة جديدة من تجليات النص ، أن يبينها للناس ، ولا يكتمها خوفا من دراويش النقل الذين يعظمون الكتب الصفراء باعتبارها فسرت كل مقاصد النص ، أو يتغافل عنها رهبة من المفتونين بالعقل المسكونين بالشك أصلا حول مصدر النص .
إذن .. على كل من تتكشف له إضاءة جديدة من تجليات النص ، أن يبينها للناس ولا يكتمها . مصداقا لقوله تعالى : ( .. لتبيننه للناس ولا تكتمونه .. ) .
...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق