ديكور انتخابى آخر ؛ اسمه
( الموقع الإلكترونى للجنة العليا للانتخابات على شبكة
الإنترنت (
*****
تاريخ النشر : 13 نوفمبر 2010
بقلم دكتور /
أخيراً .. تم إنشاء موقع
إلكترونى للجنة العليا للانتخابات .
فبعد مرور ( 5 ) أيام من نشر
مقالى : ديكور انتخابى اسمه ( اللجنة العليا للانتخابات ) ؛ والذى أوضحت فيه أن
اللجنة العليا للانتخابات تعانى من القصور على مستوى التنظيم الهيكلى والبنائى
والتشريعى والإدارى والاقتصادى. وانتقدت فيه عدم وجود موقع للجنة على شبكة
الإنترنت .
بعد هذه الأيام الخمسة ؛ قامت
اللجنة العليا للانتخابات بتاريخ 6 نوفمبر 2010م , بتدشين موقعها على شبكة
الانترنت تحت العنوان التالى : الموقع الرسمى للجنة العليا للانتخابات , على اللينك
التالى : http://www.elections.gov.eg/
وكما يبدو من تصفح الموقع , فإنه
موقع تم إنشائه على عجل , ولا يتضمن إلا معلومات متاحة فى المراجع القانونية وكافة
وسائل الإعلام .
وكما توقعت ؛ فإن
الموقع لم يهتم بإنشاء قاعدة بيانات تتضمن جداول الناخبين على مستوى الجمهورية ,
بحيث يمكن لكل المواطنين ولكل الأحزاب والتيارات السياسية تصفح تلك الجداول وكشف
المهازل التى تتضمنها ؛ من أسماء مكررة وأسماء متوفين وأسماء مجهولة . وبحيث يمكن
لكل مواطن التعرف من خلالها على اللجنة الفرعية التى يجب عليه التوجه إليها للإدلاء
بصوته بدلاً من اللف والدوران على الجهات التى تضم اللجان ؛ ثم اليأس وعدم التصويت
لعدم الوصول الى تلك اللجان .
ولكن لم تخيب اللجنة العليا
للانتخابات ظنى , فقد أنشأت موقعاً ديكورياً يتناغم مع سلطاتها الديكورية .
ولكن ؛ لعل الأمر الذى يبعث على
الدهشة والجنون - فى آن واحد - ويؤكد ديكورية هذا الموقع الإلكترونى بحق , وعدم استحقاقه للتكاليف
المالية التى تم تخصيصها لإنشائه من أموال الشعب المصرى المطحون , هو أن الموقع
يخلو من أى عنوان بريد إلكترونى يمكن من خلاله مراسلة اللجنة للتبليغ عن الشكاوى
الانتخابية والاستفسارات , كما يخلو من أى ذكر لعنوان اللجنة العليا للانتخابات أو
أرقام تليفوناتها .
وبالتالى ؛ ففى عصر ثورة تكنولجيا الاتصال ؛ الذى أصبح الاتصال فيه بديلاً عن
الانتقال ، تتجاهل اللجنة العليا للانتخابات إنشاء بريداً إلكترونياً
لها ، يمكن للمواطنين مراسلتها من خلاله .
ولذلك
سأجد نفسى مضطراً لإعادة ذكر ما قررته في مقالى السابق وهو بأنه : هكذا إذن هو حال اللجنة العليا للانتخابات , فهى كما أراد لها من
أنشأها , لجنة لا تملك من العلو إلا اسمها , وتعانى من قصور فادح فى تنظيمها
الهيكلى والبنائى والتشريعى والإدارى والاقتصادى , وهى خير مثال للمنهج المتبع فى
أنظمة الحكم المستبدة , عندما تقوم بإنشاء كيانات شامخة من حيث الاسم ومفرغة من
حيث المضمون , مجرد ديكور لتجميل الوجه القبيح للتشبث بالسلطة وتزوير إرادة
الناخبين , ومجرد خطوة على الطريق الذى تعلوه لافتة مكتوباً عليها : ( الحكومات
المستبدة تأخذ باليسار ما تعطيه باليمين ) .
دكتور / محمد محفوظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق