رسالة من شعب تونس إلى شعب مصر
تاريخ النشر : 14 يناير 2011
الله أكبر .. ويحيا نضال شعب تونس العظيم , برجاله ونسائه الذين
صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. من قضى نحبه منهم ومن ينتظر .
فقد زلزلوا اليوم عروش الطغاة ؛ من المحيط للخليج بمنطقة الشرق
الأوسط المنكوبة بالأوباش والمستبدين .
ولكن على الشعب التونسى أن لا يبتلع الطـُعم مرة أخرى .. ولا يترك
الشارع إلا بعد أن يجبر الغنوشى - الذى هو أحد أعمدة النظام
التونسى المستبد الفاسد - على اتخاذ إجراءات عملية تتيح لأقطاب المعارضة المشاركة
فى حكومة إنقاذ وطنية
؛ وتحديد موعد لانتخابات نزيهة مبكرة ( رئاسية وبرلمانية ) ؛ تتيح للشعب التونسى
انتخاب من يحكمه بعيدا عن
الانقلابات العسكرية وحكم العسكر وأذنابهم .
وعلى باقى الشعوب العربية والشرق أوسطية ؛ أن تخجل من استكانتها
وذلها فى ظل نظم حكم ضعيفة ؛ يرتعد طغاتها من
الجماهير إذا نزلت إلى الشوارع ؛ لأن هؤلاء الطغاة وأذنابهم هم مجرد لصوص وقطاع
طرق ؛ يهربون من الشعوب عندما
تقوم بنفسها بدور الشرطة الوطنية .
لذلك ؛ على كل الشعوب العربية ومنطقة الشرق الأوسط ؛ أن تعلم أن
هؤلاء الطغاة لم يحتفظوا بالسلطة لقوتهم وشدة بأسهم .
وإنما استولوا عليها لاستكانة الناس وخوفهم من السلطة ؛ وخوفهم على أبائهم
وأبنائهم وزوجاتهم وأموالهم وثرواتهم ؛ أكثر من الخوف من الله .
ورسالتى الآن لجماهير الشعب المصرى وأحزابه وحركاته السياسية :
ألم يأن الأوان لكى تثبتوا للعالم إنكم بالفعل أحفاد أجدادكم
الذين قادوا ثورة 1919م ؟
ألم يأن الأوان لكى تزلزلوا عرش الطغيان والاستبداد والفساد
واحتكار السلطة ؟
ألم يأن الأوان لكى تنزلوا للشارع ولا تعودوا لبيوتكم ؛ إلا بعد أن
يتم إقصاء نظام الاستبداد والفساد عن السلطة فى مصر , أو
إجباره جبراً على تعديل مساره والاعتراف بالتداول السلمى للسلطة ؟
ألم يأن الأوان للأحزاب السياسية المصرية والتيارات السياسية , أن
تتحمل مسئوليتها الوطنية الحقيقية ؛ وتعطى ظهرها للمظاهرات الورقية
والوقفات الكرتونية والإجراءات البيروقراطية والصراعات المزمنة . وتتبنى الأساليب
المبتكرة لكى تنزل إلى الشارع
المصرى بكل ناشطيها دفعة واحدة ؛ فى مكان واحد ويوم واحد وساعة واحدة ؛ فتجتذب
بذلك الجماهير لكى تسير وراءها فى مظاهرات حاشدة حقيقية ؛ تصب فى قلوب
الذين طغوا الرعب ؛ فيفروا من قصورهم ؛ ويتركوا البلد لصاحبها الشرعى ؛ الذى هو
الشعب ؟
لقد قال شعب تونس كلمته عالية قوية وهى : أن شعب تونس العظيم
لم يعد يستطع تحمل نظام الطاغية بن على ؛
لأكثر من 23 سنة .
فإلى متى
سيتحمل الشعب المصرى نظام مبارك رغم مرور 30 سنة , ورغم مرور 58 سنة على حكم
العسكر فى مصر .. إلى
متى ؟؟؟
هذا هو السؤال المطروح - الآن - من شعب تونس على الشعب المصرى ..
فإذا لم يستطع الشعب المصرى الإجابة ؛ فعليه ألا
يلومن إلا نفسه
.
دكتور / محمد محفوظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق