تحطيم الأصنام أم استبدال الأقنعة
( معالم على طريق الثورة )
تاريخ النشر : 7 فبراير 2011
وذلك للأسباب التالية :
- لا أفهم ما المقصود بثورة الشباب؛ ولعل من يكررها ويؤكد عليها
يسئ للثورة والشباب معاً ؛ فصحيح أن الشباب هم الذين أطلقوا شرارة الثورة ؛ ولكن
الذى قام ومازال يقوم بالثورة هو الشعب المصرى - بكل شرائحه - الذى قام بمظاهرات مليونية فى كل محافظات مصر ؛ منذ يوم 25 و28 وحتى الآن.
وبالتالى لا تسمحوا لأحد أن
يقول إنها ثورة الشباب ؛ وقولوا لهم أنها ثورة الشعب المصرى ( الـ 80 مليون ) لان
هذا هو الذى يعطى الثقل والبأس لهذه الثورة ؛ فالشباب سرعان ما سيشيخ ولكن الشعب
هو الباقى .
- لا أفهم ما المقصود
بالتفاوض مع الحكومة أو لجنة الحكماء لتوصيل مطالب الشباب إلى الحكومة . لأن السؤال هو : هل الأمر
فى حاجة إلى مطالب ؛ فكل الذين نزلوا إلى الشارع يريدون إسقاط النظام لإقامة نظام
ديمقراطى بدلاً منه ؛ وأعتقد بأن النظام الديمقراطى هو نظام محدد الأسس والقواعد
والمؤسسات ؛ ويقوم على عناصر ثابتة فى كل مجتمع وهى : الفصل الكامل بين السلطات
- التداول السلمى المستمر
للسلطة من خلال انتخابات نزيهة وفقاً لمدد محددة لا يجوز تمديدها - الضمان الكامل
لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاتصالية .
وبالتالى
على ماذا يتم التفاوض؟
لذلك أقرع لكم جرس الإنذار
؛ لأن التفاوض ماهو إلا خدعة لإضاعة الوقت ؛ وامتصاص غضب الشارع والجماهير ؛
وتمييع قواعد النظام الديمقراطى المأمولة ؛ وإرباك الثورة فى تفاصيل يكمن بداخلها
الشيطان .
- لا
تصدقوا أن ثمة مشكلة دستورية عويصة تحتاج إلى التفاوض وإقامة المصاطب والمجالس
التى تدقق فى الهمزة والفصلة . فليس ثمة مشكلة دستورية وذلك لأن الدساتير لا تعلو على
إرادة الشعوب ؛ بل ارادة الشعوب هى التى تؤسس الدساتير .
فالشعب فى
الفقه الدستورى هو صاحب السيادة ؛ وهو مصدر السلطات ؛ وهو السلطة التأسيسية ؛ مما
يعنى أن الشعب هو المنشئ للسلطات .
بالإضافة إلى
ذلك فأن الدستور المصرى القائم مطعون فى شرعيته ؛ نظرا لأن الاستفتاء الذى تم
إقراره بموجبه مشكوك فى نزاهته ؛ لما يعرفه كل الشعب المصرى من تزوير الاستفتاءات
والانتخابات .
وبالتالى
فان إرادة الشعب المصرى التى تجلت فى المظاهرات المليونية التى احتشدت فى كل
محافظات مصر تكفل للشعب القفز فوق أحكام الدستور القائم ؛ وترتيب إجراءات تتجاوز
أحكام ذلك الدستور .
إذن أرجوكم لا تتورطوا فى
أن تسموها ثورة الشباب ؛ ولا تتورطوا فى التفاوض ؛ ولا تخافوا من مشكلة دستورية ؛
ولا تستسلموا لهاجس زعزعة الاستقرار .
خيارنا العاجل الآن
هو إسقاط هذا النظام الإجرامى
؛ وإعلان ( مجلس رئاسة انتقالي مؤقت ) يسعى لنيل اعتراف الأسرة الدولية به .
وبالتالى ننجح فى إسقاط النظام بقوة الأمر الواقع ؛ وننجح فى إقامة نظام جديد
تنتظم به كل القوى السياسية .
إذن ؛ هى ثورة الشعب المصرى
.
إذن ؛ لا مجال للتفاوض مع
نظام فاسد .
إذن ؛ لا نحتاج للجان
الحكماء .
إذن ؛ هدفنا الاستراتيجي هو
إسقاط النظام وبناء نظام ديمقراطى متكامل .
إذن ؛ لا مجال لتفويض
اختصاصات الرئيس لنائبه ؛ الذى هو مجرد امتداد لنظام فاسد حتى النخاع ؛ فلسنا فى
مجال حركة إصلاحية وإنما نحن فى مجال بناء نظام ديمقراطى.
إذن ؛ إذا أردنا تنحى
الرئيس ورحيله وسقوطه ؛ فلنعلم إنه لن يتنحى باختياره ؛ وإنما سيتنحى بقرارانا
السياسى - المفروض على الأرض - الموازى لحشودنا الجماهيرية على ذات الأرض .
الفرصة مازالت مواتية لأن
المجتمع الدولى بدأ يطالب مبارك بالتنحى فوراً ؛ ولو عزلناه وأعلنا مجلسنا الرئاسى
كسلطة بديلة ؛ سنحقق ذلك .
أما إذا فاتت الفرصة ؛
فيمكن أن لا تعود مرة أخرى . ولا تتمخض الثورة إلا عن
إصلاحات شكلية ؛ سرعان ما تذبل بمرور الوقت .
وبالتالى فإن الإطار الذى
يمكن أن ننطلق من خلاله لإسقاط ذلك النظام ؛ والذى يقوم على التحالف بين كل القوى
السياسية ؛ يتمثل فى مشروع البيان الآتى :
مقدمة مشروع بيان ثورة الشعب المصرى
نظراً لأن نظام مبارك فقد شرعيته ( الشعبية ) فى
قلوب ملايين المصريين الذين خرجوا فى مظاهرات مليونية تهتف بسقوط هذا النظام
الإجرامى .
فقد حان الأوان لكى يفرض الشعب المصرى إرادته
باعتباره صاحب السيادة والمصدر المؤسس لكل السلطات .
وبناءً عليه , فإنه ينبغى على الشعب المصرى أن
يعلن أن نظام مبارك فقد شرعيته ( المؤسسية ) ؛ رغم استمرار تواجده القسرى غير
الشرعى على رأس السلطة .
ولذلك ؛ نتقدم للأمة المصرية بمشروع بيان ثورة
الشعب المصرى ؛ لإعلانه لكل الأحزاب والقوى والحركات السياسية وجماهير المواطنين ؛
تمهيداً لإعلانه لكل الدول الصديقة , لإعلان اعترافها بهذا البيان ؛ وترك نظام
مبارك معزولاً فى قصره الجمهورى ؛ فاقداً لشرعيته الشعبية والمؤسسية وفقاً لقوة
الأمر الواقع .
مشروع بيان ثورة الشعب المصرى
باسم الشعب
نظراً لأن إرادة الشعب تعلو على الدستور القائم ؛ انطلاقاً من أن
السيادة للشعب وحده وهو مصدر السلطات ؛ وهو السلطة التى تؤسس الدستور .
وفى إطار ممارسة الشعب المصرى لسيادته التى تعلو على كافة نصوص
الدستور القائم , فقد قررت جماهير الشعب الآتى
:
مادة 1 - تشكيل مجلس رئاسى انتقالى مؤقت ؛ يتولى مهام رئيس
الجمهورية لمدة 6 شهور لا يجوز تمديدها , ويتكون من رؤساء التيارات والحركات
السياسية القائمة والأحزاب القائمة والأحزاب تحت التأسيس . ولا يكتسب أى حزب أو
حركة أو تيار عضويته فى المجلس التأسيسى إلا بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من
إجمالى أصوات رؤساء الأحزاب والحركات
والتيارات الكائنة بالمجتمع المصرى . ويتم تمثيل كل تيار أو حركة أو حزب - فى
المجلس الرئاسى - بعضو أساسى وآخر احتياطى يحل محله عند الغياب . ويتم تمرير رئاسة
المجلس الرئاسى على أعضائه دورياً مع كل جلسة من جلساته , بدءاً من الأصغر سناً.
وتصدر قرارات المجلس بالأغلبية أو بالجانب الذى فيه الرئيس فى حال تساوى الأصوات .
مادة 2 - عزل رئيس الجمهورية من مهام منصبه ؛ نظراً لإهداره لمصالح
الشعب وعدم رعايتها الرعاية الواجبة . وعزل نائب رئيس الجمهورية نظراً لبطلان
القرار الصادر بتعيينه
.
مادة 3 - حل كل من : مجلس الشعب ومجلس الشورى والمجالس المحلية ,
وذلك نظراً لما شاب انتخابات تلك المجالس من ممارسات تزوير جسيمة ؛ أدت إلى إهدار
إرادة الشعب وتزييف أصوات الناخبين
.
مادة 4 - إقالة مجلس الوزراء ؛ وتكليف أقدم وكلاء الوزارة فى كل
وزارة بالقيام بأعمال الوزراء
.
مادة 5 - تقديراً من جماهير الشعب لقيادات وضباط وأفراد وجنود
القوات المسلحة , فقد تقرر استمرار كل من وزير الدفاع الحالى ورئيس أركان القوات
المسلحة الحالى فى مهام منصبيهما
.
مادة 6 - يتم حل المجلس الأعلى للشرطة ؛ ويتولى المجلس الرئاسى
المؤقت تسيير العمل بوزارة الداخلية ؛ والإشراف على أعمال مساعدى وزير الداخلية للقطاعات
والمناطق ؛ وأعمال مديرى أمن المحافظات ومديرى المصالح والإدارات العامة بوزارة
الداخلية .
مادة 7 - يتولى المجلس الرئاسى المؤقت تشكيل جمعية تأسيسية لاقتراح
مشروع دستور جديد للبلاد ؛ تمهيداً لاستفتاء جماهير الشعب عليه . ويتم تشكيل
الجمعية التأسيسية من الفقهاء والخبراء فى القانون الدستورى والناشطين بالمنظمات
المدنية الحقوقية , على أن يتضمن مشروع الدستور إقامة نظام ديمقراطى متكامل يؤكد
على الشروط الآتية:
-انتخاب كافة
القائمين على سلطات الدولة ؛ بما فيها انتخاب رئاسة السلطة القضائية وانتخاب
المحافظون بالمحافظات .
- التداول السلمى المستمر للسلطة من خلال تحديد مدد
محددة لا يجوز تمديدها للبقاء فى كافة المناصب بكافة سلطات الدولة .
- الفصل التام بين جميع
سلطات الدولة .
- الضمان التام لحقوق
الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاتصالية .
- إعادة هيكلة وزارة
الداخلية بما يضمن الأخذ بنظام الشرطة المحلية التابعة لكل محافظة ؛ مع وجود جهاز
مركزى واحد له صفة الضبطية القضائية العامة على مستوى الجمهورية يقوم بأعمال الأمن
الجنائى والسياسى التى تخرج عن نطاق إمكانيات أجهزة الشرطة المحلية . وبما يضمن الأخذ
بنظام الوزير السياسى والابتعاد تماما عن تعيين وزير للداخلية من داخل جهاز الشرطة
. وبما يضمن إنشاء تنظيم نقابى للدفاع عن ضباط وأفراد الشرطة في مواجهة وزارة
الداخلية , بما يعزز من ثقة الضباط والأفراد في رفض تنفيذ التعليمات المخالفة
للقانون .
مادة 8 - يتولى المجلس الرئاسى المؤقت - بعد إستفتاء الشعب على
الدستور الجديد للبلاد - الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة ( فى
نفس الوقت ) , وتكون مدة التصويت قى كافة أنحاء الجمهورية لمدة 7 أيام .
مادة 9 - تعلن جماهير الشعب المصرى عزمها وتصميمها على إقامة نظام
سياسى يرعى السلام بين الشعوب ؛ ويدعم التعاون الاقتصادى مع كل الدول ؛ وينبذ
الدعوة إلى الحرب وثقافة التعصب والكراهية ؛ أو دعم أنشطة التطرف والإرهاب .
مادة 10 - تناشد جماهير الشعب المصرى ؛ كافة الدول والشعوب الصديقة
ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى الحقوقية ؛ الاعتراف بمجلس الرئاسة
المؤقت فى مصر , حقناً لدماء الشعب المصرى وحفاظاً على مكتسباته , فى مواجهة نظام
ديكتاتورى لا يريد التخلى عن السلطة حتى لو سالت فى سبيل ذلك دماء كل المصريين.
- موقع البيان على الفيس بوك :
دكتور / محمد محفوظ
ت : 01227508604
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق