الثورة بعد عام ..
على مائدة اللئام
تاريخ النشر : 23 يناير 2012
بقلم دكتور / محمد
محفوظ
أتذكر ذلك اليوم الذى تناولت فيه وجبة
الغذاء بأحد المطاعم المطلة على ساحة مسجد الحسين . كنت قد طلبت وجبة سمك .
وعندما بدأت فى تناول السمكة الأولى ؛
قفزت قطة على المقعد الثانى الخالى المجاور لمقعدى ؛ وبدأت تمد رأسها بحذر تجاهى ؛
وتتمسح فى ملابسى ؛ وتتوسل لى بنظرات عينيها .
فأشفقت عليها ؛ وقمت باقتطاع نصف
السمكة ؛ ووضعتها لها أسفل المقعد ؛ فقفزت فوراً إلى الأسفل وبدأت فى تناولها .
أكملت أنا باقى السمكة الأولى ؛ ثم بدأت
فى تناول السمكة الأخيرة .
ولكننى فوجئت بالقطة تقفز إلى المقعد ؛
وتزوم ؛ وتبدلت ملامحها المتوسلة البريئة ؛ وبدأ التحفز والتـنمر يلمع فى عينيها .
ثم فى لمحة خاطفة ؛ قامت بالقفز على
المائدة ؛ وخطفت السمكة ؛ وانزوت بها أسفل المائدة لتلتهمها .
كان يمكن لو مارست تلك القطة نفس التوسل
والتمسح لأعطيتها نصف السمكة الأخيرة ؛ ولكنها اختارت أسلوب الخطف ؛ وهجرت فى
المرة الثانية التوسل .
وهكذا .. بينما ظللت أنا أتصدر المائدة
؛ إلا أنه ضاعت منى السمكة .
ولكن ربما تكون قد ضاعت معها أيضاً الثقة
من داخل نفسى .
والأسوأ .. أنه ربما تكون قد ضاعت
أيضاً مشاعر الشفقة ؛ بعدما تحولت المائدة من مائدة الكرام .. إلى مائدة اللئام .
فالمائدة ملك لمن يأكل طعامها ؛ وليس لمن
يجلس عليها .
هكذا بدت لى مائدة الوطن ..
يجلس عليها الثوار ..
بينما يأكل ثورتهم اللئام ...........
*******
دكتور / محمد محفوظ
dr.mmahfouz64@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق