د. محمد
محفوظ .. يكتب : حمدين صباحى والنكتة السياسية
تاريخ النشر : 29 مايو 2014
لقد
صوَّت الشعب ضدنا .. الحل الأبسط هو تغيير الشعب
قول
مأثور
أصبح حمدين صباحى رائد النكتة السياسية فى مصر .. بل وربما
العالم .
فهو المرشح الرئاسى الذى حصل على المركز الثالث فى سباق بين
مرشحين اثنين ؛ حيث احتلت الأصوات الباطلة المركز الثانى .
وهو المرشح الرئاسى الناصرى الذى لم يناصره معظم الناصريين .
وهو المرشح الرئاسى اليسارى الذى لم يناصره معظم اليساريين .
وهو المرشح الرئاسى القومى الذى لم يناصره معظم القوميين .
وهو المرشح الرئاسى ابن كفر الشيخ الذى لم يصوت له معظم
الناخبين فى كفر الشيخ .
وهو المرشح الرئاسى الذى لقب نفسه بمرشح الثورة ولم ينتخبه معظم
أبناء الشعب صاحب الثورة .
... بالطبع لا أتطلع إلى السخرية من صباحى ؛ لإننى أحترم تاريخه
النضالى وإن كنت لا أتفهم خياراته السياسية . ولكن التاريخ السياسى سيقف كثيراً
أمام هذه المفارقات الظاهرة البارزة المجسمة ؛ التى كان يجب على أى سياسى مجرب أن
يدرك النتائج التى يمكن أن تترتب عليها .
ولكننى ؛ لم أقصر فى حق حمدين صباحى .. فقد نبهته فى مقالى :
انتخابات الرئاسة والمعركة الخطأ وقصر النظر السياسى ؛ المنشور بتاريخ 13 فبراير
2014م .. وقلت له بالحرف الواحد هذه العبارات :
((( لا أعلم بصدق
؛ لماذا لا يرى حمدين صباحى نفسه إلا رئيساً ؟!!!! ولا أعرف , لماذا تراجع فجأة عن
مقولته الناصرية الشهيرة بأن : الشعب هو المُعلم ؟!!
ألم يسر حمدين صباحى فى شوارع مصر
وحاراتها وميادينها وساحاتها ؛ ليرى بأم عينيه ويسمع بإذنيه قدر الشعبية التى يتمتع
بها المشير السيسى فى قلوب الملايين من المصريين .
وليسمح لى حمدين صباحى بأن أسأله : ماذا سيفعل هو وتياره الشعبى
عندما يثبت لهما الشعب المُعلم بأن تحدى اختياراته العفوية سيكون لها ثمن فادح
سيدفعانه من شعبيتهما الجماهيرية . فيخسر الوطن بذلك قطاعاً من رموز الثورة
وجنودها فى معركتنا الحقيقية ؛ معركة الانتخابات البرلمانية . ولماذا يصبح حمدين
صباحى منافساً للسيسى بينما يمكن أن يصبح رئيساً للوزراء أو وزيراً ثورياً ؛ لو
حشد فكره وجهده مع مناصريه فى تكوين تحالف مدنى ثورى قوى من كل الأحزاب الوطنية
غير المتأسلمة ؛ فيحصل هذا التحالف على الأغلبية البرلمانية ويفوز بتشكيل الحكومة .
لماذا يتحالف حمدين صباحى دائما مع التيار الخطأ مثلما انضوى مع
جماعة الإخوان تحت لواء ( التحالف الديمقراطى من أجل مصر ) فى انتخابات برلمان
2011م ؛ فخدعوه . ولم يكلف نفسه عناء التحالف مع ( الكتلة المصرية ) أو تحالف (
الثورة مستمرة ) .
ربما يسطر حمدين صباحى بخياراته الخاطئة وقصر نظره السياسى الذى
يجعله دائما يتصدى للمعركة الخطأ ؛ ربما يسطر نهاية تاريخه السياسى ؛ ليصير المرشح
الرئاسى الذى خسر مرتين ؛ وبالطبع لن تكون هناك مرة ثالثة . ولكنه هذه المرة لن
يخسر فقط مقعد الرئاسة ؛ بل سيخسر ثقة الجماهير إن لم يكن احترامها ))) .
كانت هذه هى النصيحة التى أسديتها مخلصاً إلى حمدين صباحى قبل
الانتخابات .
.. ولكن يبدو أن حمدين وأنصاره لم يستمعوا وقتها إلى هذا الكلام
..
.. إلا أنه ؛ قد حان الوقت الآن للمراجعة وعدم المكابرة ..
والإيمان فعلاً لا قولاً ؛ بأن الشعب هو المعلم .. الذى يجب الاستجابة لخياراته ..
وإلا فإن التاريخ لا يرحم ....
قطار الثورة له محطة يتوقف عندها اسمها
: سقوط النظام .
يتم بعدها ركوب قطار السياسة من محطة
اسمها : بناء النظام .
فيا رفاق الثورة .. المبادئ الثورية
المثالية ينبغى توفيقها مع الحقائق على الأرض حتى تتحول إلى سياسة ؛ وتتحول إلى
لغة يفهمها الناس ويتقبلونها .
الكبرياء السياسى يتناقض مع المصلحة
الوطنية .
والشيفونية الثورية تتصادم مع المزاج
الشعبى .
وعلى كل من يريد خدمة هذا البلد وذاك
الشعب .. أن يعلم بأنه حيثما توجد الشعبية ستوجد القدرة الأكبر على تحقيق أحلام
الناس وتطلعاتهم .
فاحترموا الشعبية حيثما تجدونها ..
واعلموا بأن التعالى على الخيارات الكاسحة للجماهير هو أول خطوات السقوط فى صفحات
التاريخ السوداء .
*****
dr.mmahfouz64@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق