دكتور محمد محفوظ يكتب : قراءة صادمة للمنشور بالمصرى اليوم حول
تسجيلات المكالمات بين الإخوان وحماس
تاريخ النشر : 28 إبريل 2013
فى الدعاية كما هو فى الحب
.. كل ما هو ناجح فهو مسموح به
وزير الدعاية النازى /
جوزيف جوبلز
من خلال تحليل مضمون نص المكالمات الخمس المنشورة بتاريخ
26/4/2013 بجريدة المصرى اليوم بين عناصر قيادية من جماعة الإخوان وحماس ؛ يمكن
التكهن بأن هناك شك كبير فى إمكانية صحة المكالمة الأولى من تلك المكالمات ؛ وذلك
لأن نص تفريغ المكالمة الأولى يحتوى على معلومة ما كان يمكن لمصرى واحد معرفتها
يوم 21 يناير .
نص تفريغ المكالمة الأولى التى تم إجراءها فى21 يناير 2011، بين
القياديين الإخوانى «م.م» و«م. ب» كان حرفياً كالتالى :
- م.م : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- م.ب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
- م.م : إيه الأخبار؟.
- م.ب : تمام.
- م.م : عملنا حسابكم على الأيام اللى جاية خاصة 25 و28 يناير.
- م. ب : أيوه.. هنستعين بالجيران.. ولا داعى للقلق.
- م.م : تمام.. السلام عليكم.
- م.ب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
... وكما هو واضح ؛ فإن نص المكالمة التى أجريت يوم 21 يناير ؛
يتضمن العبارة الاتية : ( عملنا حسابكم على الأيام اللى جاية خاصة 25 و 28 يناير )
.
وهذا يؤكد وجود تلفيق فى العبارات المذكورة بتلك المكالمة ؛
لأنه خلال يوم 21 يناير لم يكن أحد فى مصر كلها يعلم بأن هناك تخطيط للتظاهر يوم
28 يناير ؛ حيث لم تبدأ الدعوة لجمعة الغضب إلا يوم 26 يناير . وبالتالى كان من
المنطقى وفقاً للسياق الطبيعى أن تشير المكالمة إلى يوم 25 يناير والأيام التالية
دون ذكر ليوم 28 يناير على وجه الخصوص .
وبالتالى هناك سيناريوهان محتملان للهدف من تسريب تفريغات
تسجيلات تلك المكالمات :
السيناريو الأول : تسريب تلك المعلومات المحرفة من عناصر موالية
للإخوان داخل جهاز أمن الدولة المنحل شكلاً ؛ بهدف نشر معلومات كاذبة بما يؤدى إلى
إثبات التحقيقات لعدم صحتها ؛ وبالتالى رفع درجة الشك والارتياب لدى الرأى العام
وبلبلته عند تسرب أى معلومات مستقبلية صحيحة قد يتم نشرها من داخل الجهاز تتعلق
بالإخوان وعلاقتهم بحماس أثناء أحداث الثورة .
السيناريو الثانى : تسريب تلك المعلومات من عناصر مناوئة للإخوان
داخل جهاز أمن الدولة المنحل شكلاً لتشويه سمعة الجماعة .
وأنا عن نفسى ( كاتب المقال ) ؛ أرجح السيناريوالأول ؛ لأن
التلفيق الواضح فى إضافة تاريخ 28 الذى كان مازال فى علم الغيب خلال يوم 21 يناير ؛
يوضح بأن الأمر ملفق بصورة يُراد لها أن تكون مكشوفة ؛ حتى تثبت التحقيقات عدم صحة
التسريبات ؛ وبالتالى يتحقق الهدف من خفض درجة المصداقية لأى معلومات صحيحة تدين
جماعة الإخوان تم تسريبها ضمن المكالمات الخمس ؛ أو قد يتم تسريبها مستقبلياً .
وفى تقديرى ؛ فإن الجماعات التى تمرست على العمل السرى ؛ تجيد
استخدام أساليب الدعاية السوداء لبلبلة الرأى العام ؛ من خلال نشر معلومات واضحة
التلفيق تؤدى إلى النيل من درجة المصداقية للمعلومات المتداولة فى المجتمع . ومن
ثم تضيع الحقائق وسط ركام الأكاذيب التى يتم نشرها وسط مجموعة من الحقائق ؛ بهدف
إهالة التراب على الحقيقة ؛ ومن ثم دفنها تحت غبار الشك إلى الأبد .
ولكن تبقى تفريغات المكالمات الأربعة الأخرى ؛ وأهمها المكالمة
التى تم إجراءها بتاريخ 2 فبراير 2011 ؛ وهو تاريخ موقعة الجمل ؛ تبقى هذه
المكالمات ضمن دائرة الاحتمال التى تقترب بها من الحقيقة ؛ وتؤكد ما ذهبنا إليه
سابقاً ؛ من أن التلفيق المقصود فى المكالمة الأولى ؛ الهدف منه إهالة غبار الشك
الكثيف على المكالمة الخاصة بموقعة الجمل ؛ ومن ثم امتداد ذلك الشك إلى علاقة
الإخوان بحماس خلال الثورة ؛ علاوة على دور حماس فى اقتحام سجن وادى النطرون .
خصوصاً وأن ذلك يتزامن مع التطور المتصاعد فى الدعوى المنظورة بمحكمة الإسماعيلية
بشأن ذلك السجن وملابسات اقتحامه .
الشيطان يكمن فى التفاصيل كما يقولون ؛ وها قد عرفنا التفاصيل ؛
ووجه الشيطان بدأ يلوح واضحاً للجميع .. أفلا تبصرون !!!!!!
دكتور / محمد محفوظ
dr.mmahhfouz64@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق