07 أغسطس 2014

الديكتاتور الجديد

د. محمد محفوظ : الديكتاتور الجديد

تاريخ النشر : 18 أغسطس 2012

عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة ؛ فإن كل طغيان يصبح مقدساً
( هتلر )

مبروك على الشعب المصرى الديكتاتور الجديد الدكتور / محمد مرسى مبارك ؛ الذى أصبح بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل يقبض على كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ؛ فلم تعد سلطته فقط محصورة فى العفو عن العقوبات التى تصدرها المحاكم ؛ بل أصبح من حقه أيضاً العفو الشامل بإصدار قانون ؛ وبالتالى أصبح يمتلك سلطة ناقضة للسلطة القضائية .
ولكن ليس هذا فقط ؛ بل أصبح الرئيس الديكتاتور يمتلك سلطات دستورية تأسيسية ؛ بعد إصداره الإعلان الدستورى الجديد الذى يمنح لنفسه فيه الحق الذى أنكره من قبل على المجلس العسكرى ؛ وهو حق تشكيل جمعية تأسيسية لكتابة الدستور فى حال الحل القضائى للجمعية التأسيسية الحالية .
وليس هذا فقط ؛ بل سيتمكن الرئيس الديكتاتور من خلال الأغلبية التى يمتلكها التيارالمتأسلم فى حال استمرار الجمعية التأسيسية الحالية ؛ من تمرير دستور غير مدنى يعصف بكل المكتسبات الديموقراطية التى تضمنتها كل الدساتير السابقة ؛ وذلك بكل بساطة لأن الضمانة التى توفرت فى الاعلان الدستورى المكمل وتم إلغاءها كانت تعطى لنسبة 20%  من أعضاء الجمعية التأسيسية حق الاعتراض على أى مادة فى الدستور المقترح وإحالتها للمحكمة الدستورية لمطابقتها بأهداف ثورة 25 يناير وكافة المكتسبات الحقوقية المقررة فى الدساتير المصرية السابقة.
مبروك على الشعب المصرى ؛ الذى كان أول تصويت له بعد الثورة ضد الثورة من خلال التصويت بنعم على تعديلات دستورية تجعل الانتخابات قبل الدستور .
ثم استكمل الشعب مسيرته فى منح الأغلبية البرلمانية للتيارات المتأسلمة التى كانت أول من غادر قطار الثورة .
ثم أصر الشعب على مسيرته  من خلال تفتيت أصواته على عمرو موسى وأبو الفتوح وسليم العوا وأحمد شفيق ومحمد مرسى ؛ بدلا من تركيزها لمرشح من مرشحى الثورة .
والآن خرج الشعب من المشهد ؛ وانقلب الذين تحالفوا بالأمس ضد الثورة على بعضهم البعض .
فهل سيعود الشعب للمشهد فى ظل ديكتاتور جديد ؟؟
ما أعرفه من خبرات التاريخ ؛ أن الشعوب تثور مرة وتخضع آلاف المرات .....
مبروك .. للشعب .. المصرى !!!!!!!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم .. قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد .. صدق الله العظيم ( سورة غافر ـ الآية 29 )

 *****
دكتور / محمد محفوظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق